ان طالت حياتنا او قصرت ستظل ف أعيننا غير كافية . رغم كل ما مررنا به سنظل دائماً ف حاجة الي المزيد. في الصغر نتشوق ان نكبر ، نقلد الكبار دائماً ، ننسي ان نعيش طفولتنا . تمر أيامنا سريعا، نكبر، نتطلع لتحمل المسئولية دون ان نستمتع بالحرية ف كنف الآباء . تتزوج و ننجب اطفالنا و نتطلع لليوم الذي يكبرون فيه دون ان نستمتع معهم بطفولتهم . نعاملهم كالكبار فنتناسي انهم صغار. يكبرون هم فيصيبنا الوهن نحن . و فجأه ندرك ان العمر قد فات و نتحول الي حكماء فنقضي البقيه الباقية في التأمل و النصح و الإرشاد . نتساءل اين ذهب عمرنا؟ هل كان كل هذا هباء! نتلهف علي كلمة إشاده بماضينا المنصرم عّلها تواسينا في وجودنا المنعدم . ننتظر من أبناءنا ان يهتموا بنا و لو بقدر قليل مما افنيناه من عمرنا لهم و لكن! هيهات . ف كل واحد هو في شأن و ما بقي لنا الا الذكريات . نسترجعها و نستجديها فتواسينا بعض الوقت و البعض الاخر نثبت ان مازال بنا نبض شباب . ف ان اقترب الأجل كان الجميع حولنا ، فنرمقهم بنظرة بين الأسي و الرجاء ، اسي علي فراقهم و رجاء ان لا يبخلوا لنا بالدعاء . و بعد ان نرحل عنهم يدرك الأبناء فجأة اننا ذهبنا فيشتاقون إلينا ، نشاهد في أعينهم دموع الاشتياق و علي وجوههم حزن الفراق. سيتذكروننا باجمل الذكريات و سيدركون ما أفنيناه من عمرنا لنضمن راحتهم هم و أولادهم. سيقدرون تضحياتنا من اجلهم . وسيصيبهم الندم علي قلة قضاء الاوقات معنا حين كنا بينهم . سيكثرون لنا من الدعاء بالمغفرة و بقدر راحتهم ف الدنيا سينفقون من الصدقات الجارية علينا فترفع من قدرنا ف الجنة . و بين الحين و الحين تدمع اعينهم حين يسترجعون ذكريات طفولتهم معنا . فقد كنا اباءاً سرق عمرهم بريق الحياه .
Thursday, October 3, 2013
Subscribe to:
Posts (Atom)